أمراض القولون
د. علاء عبد الجبار*
القولون هو الأمعاء الغليظة التي تحيط بمحيط البطن من جميع جهاته وتنتهي بمنطقة تسمى المستقيم التي تؤدي إلى فتحة الشرج بعض أمراض القولون:
1) القولون المتقرح أو قرحات القولون في هذا المرض يصاب القولون بتقرحات في البطانة أو الغشاء المخاطي وتكون هذه التقرحات مختلفة الشكل والحجم وتكثر منطقة المستقيم والقولون الموجود في الناحية اليسرى من البطن. وبعد أن ينشأ المرض يلازم المريض طول حياته. تمر الحالة بعدة مراحل من تقرحات حادة إلى حالة مزمنة تؤدي إلى ضيق في القولون. الخطورة منها أن بعضاً من هذه الحالات تتحول إلى أمراض سرطانية بعد عدة أعوام وسبب المرض غير معروف لكن وُجد أنه يكثر في المناطق التي لا يتناول فيها الناس الألياف في الطعام كما قد يعزي بعضها إلى أمراض في جهاز المناعة. ولا يزال تخمين بعض الخبراء أن هذه العلل هي نتيجة للتوتر، والعوامل الوراثية، وسوء التغذية، وتبني نمط غير سوي للحياة عموماً. يشكو المريض من إسهال مزمن مع نوبات من المغص في البطن، وإذا كانت الحالة نشطة فقد ترتفع درجة حرارة المريض. تشخيص الحالة يتم بإجراء فحص أشعة بالصبغة للأمعاء الغليظة عن طريق حقنة شرجية،
كما يمكن تشخيص الحالة بالتنظير بالمنظار الخاص بالقولون وأخذ عينات من جدار الأمعاء الداخلي. لا يوجد علاج تام للحالة ولكن استعمال بعض العقاقير التي قد تساعد على إبقاء المرض في حالة سكون. ويمكن إعطاءه على شكل حبوب أو إبرة وريدية أو حقنة شرجية. ويُفضل إبقاء المريض تحت ملاحظة مستمرة خوفا من حصول ورم سرطاني في الأمعاء الغليظة وفي بعض الحالات يُحتاج إلىتدخل جراحي.
2) مرض كرون يصيب هذا المرض الأمعاء الغليظة وأيضا أي جزء من الجهاز الهضمي من الفم إلى فتحة الشرج. يكون إصابة الأمعاء في مناطق مبعثرة عن بعضها البعض. وهنا تحدث الالتهابات في الجدار الداخلي للأمعاء وليس فقط في الغشاء المبطن لها. قد يسبب هذا الالتهاب تضخم جدار الأمعاء، مما يضيق المجرى وقد يسبب انسداد الأمعاء ومن المتاعب التي قد تحدث : الإصابة بالنا سور، وهو عبارة عن قناة غير طبيعية تنشأ بين عضوين.
قد تحدث أيضاً الخراريج حول الشرج أو داخل البطن، وقد تنشأ مشكلات أخرى نتيجة لمرض ((كرون) خارج الجهاز الهضمي منها التهاب العينين، والمفاصل، وأمراض الجلد. يكثر هذا المرض في الغرب ويقل في بلادنا ولكن أصبح وجوده الآن أكثر من الفترة السابقة. ورغم أن هذا المرض قد عُرف منذ عام 1932م فلا يزال السبب في حدوثه مجهولاً. وعلى الرغم من إن أسباب المرض غير معروفة، فانه من الملاحظ أن الخلل الوراثي يتسبب في ظهوره، حيث يظهر المرض في 30% من أقارب المرضى المصابين به بالفعل. يتم علاجه باستخدام بعض العقاقير التي تخفف من شدة الحالة. ولا يحتاج للتدخل الجراحي إلا إذا كان هناك مضاعفات للمرض كحصول خراج أو ناسور أو ضيق أو حدوث ثقب في الأمعاء أو نزف دموي حاد لا يمكن السيطرة عليه.
3) الرتاج او نفخات القولون يتميز مرض الرتاج بوجود نتوءات أو فتق في جدران الأمعاء الغليظة على شكل جيوب او نفخات.
يكثر هذا المرض في الغرب أيضاً ولكنه يقل عندنا وهو في ازدياد ملاحظ، وقد يُعزى ذلك بسبب تناول أطعمة بها ألياف مما يمنع الإمساك والحزق. يُشخص هذا المرض بالفحص بالأشعة أو بالمنظار، وذلك بوجود فتق في الغشاء المبطن للأمعاء الغليظة خاصة في الناحية اليسرى من القولون. المناطق المنتفخة قد تكون ساكنة إذا كان لا يوجد بها التهاب، لكن في بعض الأحيان تتجمع الفضلات وتصبح المنطقة متعفنة وملتهبة مما يسبب ألماً في البطن بأحد الجانبين (غالبا الناحية اليسرى).
قد يمتد الالتهاب إلى خارج جدار الأمعاء وتصبح الحالة شديدة الخطورة مع ارتفاع في درجة الحرارة. وعند ذلك يصبح المريض بحاجة إلى عناية خاصة في المستشفى. في كثير من الأحوال لا يشكو المريض من أعراض للمرض، وقد يكتشف وجود الرتاج مصادفة بأشعة الصبغة، وبالتالي فانه في هذه الحالة لا يحتاج لأي معالجة، لكن يفضل اتخاذ الوقاية من أن يحصل التهاب في هذه النفخات في القولون وذلك بإتباع النصائح التالية: 1- التخلص من الإمساك.
2- معالجة الأعراض بالمضادات الحيوية والركون للراحة في الحالات البسيطة او في المستشفى في الحالات المتطورة. قد يحتاج أحياناً في حالات الالتهاب الشديد الذي نتج منه حدوث فتحة في القولون الى التدخل الجراحي لاستصال الجزء الملتهب من القولون وعمل كيس في البطن لتفريغ الفضلات (مفاغرة معوية) حتى تتحسن حالة المريض وبعد ذلك يتم إقفال هذه المفاغرة لاحقاً.
__________________