بسم اللة الرحمن الرحيم
التوازن البيئي يتعرض لخطر قاتل
ملوثات خطيرة في منازلنا تهدد صحتنا وتفتك بقوانا
* تحقيق وسيلة محمود الحلبي:
البيئة قضية هامة جداً شغلت عقول الناس والاساتذة والمربين والباحثين وحماية البيئة واجب فردي وجماعي ووطني وعالمي ولاشك ان الملوثات الموجودة في البيئة هي خطر كبير على الانسان فهناك التلوث الهوائي فعادم السيارات يؤثر على الجهاز العصبي وخاصة على الاطفال بالذات ومياه الصرف الصحي تسبب أمراضا كثيرة واذا عولجت هذه المياه فانها تفيد في ري الاراضي الزراعية والنفايات المنزلية المتروكة بالشوارع والحارات المكتظة بالسكان اصبحت مصدراً لامراض تهدد الصحة العامة وكلنا نكافح من اجل ايجاد بيئة صحية ونظيفة ولأهمية هذا الموضوع الحيوي كان لابد لنا من الخوض فيه خاصة ان التلوث بات يهدد حياة الانسان من منطلق ان المحافظة على البيئة بكل ما تحتويه من موارد حية وغير حية هو أمر ضروري لضمان حياة الانسان ولصحته ورفاهية الاجيال القادمة فقد توجهنا الى كل من الدكتورة ليلى عبد الرحمن الحسن تخصص كيمياء فيزيائية وعضو هيئة التدريس بكلية التربية للبنات الاقسام العلمية سابقا والدكتورة نورة عبد العزيز ال الشيخ الاستاذ المساعد في قسم الجغرافيا بجامعة الملك سعود.
والدكتورة مي الجاسر من جامعة الملك سعود للحديث عن هذا المضمون.
أثر تدهور البيئة
الدكتورة ليلي الحسن تحدثت عن العوامل التي تساعد في تدهور البيئة وتؤثر على الكائنات الحية وما هو التلوث ومصادره.. فأوضحت ان البيئة تتعرض لأشكال من التدهور بعضها يدخل تحت باب استهلاك واستنفاذ الموارد والبعض الآخر يدخل تحت باب التلوث وان الانسان في الماضي كان (متأثراً بالبيئة أكثر مما هو مؤثر بها) وكانت احتياجات الانسان محدودة حيث اقتصرت علي الاخشاب والثمار والمواد الغذائية والاصواف ومواد النسيج أما الآن فقد نمت الاحتياجات وكذلك نما معها الاستهلاك الانساني من الطاقة والموارد وان زيادة الاستهلاك البشري اصبح بعشرات الآلاف للموارد والطاقة مما أدى الى بروز ظاهرتين خطيرتين هما:
الاستهلاك السريع والمتنامي للموارد.
التراكم المستمر والمتزايد للملوثات في الاوساط البيئية الرئيسية.
فالتلوث: هو اضافة مادة او طاقة الى الاوساط البيئية (الهواء الماء اليابسة) بمستويات تؤدي الى تدهور خصائصها او الاخلال بالعمليات الطبيعية فيها وتسبب أضراراً للمكونات الاحيائية في هذه الاوساط.
وان اهم ما يميز البيئة الطبيعية هو ذلك التوازن الطبيعي بين عناصرها المختلفة ويتجلى هذا التوازن في نظام يعبر عنه بالنظام البيئي.
فتلوث الهواء مثلا: هو وجود مواد ملوثة مثل الغبار والابخرة والغازات والدخان والمواد الصلبة في الهواء المحيط بنا بكميات تشكل خطراً على الانسان والحيوان والنبات.
أما مصادر تلوث الهواء: فتنقسم عالميا الى ثلاث مصادر هي: مصادر غير ثابتة ومصادر متنقلة ومصادر ثابتة (مصادر طبيعية).
فالمصادر المتنقلة وغير الثابتة: تشمل المصادر المتحركة كالسيارات والتي تستخدم الديزل والبنزين فتؤثر الغازات والعوادم المنبعثة منها علي الرصاص فغاز أول اكسيد الكربون وأكسيد النيتروجين والمواد الهيدروكربونية.
والمصادر الثابتة: هي تلك التي ينتج عنها التلوث من نقطة ثابتة مثل المصانع ومحطات الوقود والقوة الكهربائية والكسارات التي ينبعث منها الجزئيات الصلبة كالدخان والأبخرة والغازات السامة مثل أول أكسيد الكربون وكبريتيد الهيدروجين وثاني اكسيد الكبريت والمركبات الكيميائية.
أما المصادر الطبيعية: كالهواء المحمل بالغبار والعواصف الرملية وهي تؤثر على الجهاز التنفسي والرئتين والعيون وأوضحت د. الحسن انه يمكن استخدام التقنيات المتوفرة لخفض انبعاث ملوثات الهواء من المصادر المختلفة واستخدام أجهزة التحكم في التلوث أو أكياس الترشيح وجهاز ترطيب الغاز وفصله عن الهواء في المصانع التي تنبعث عنها غازات سامة مثل غاز ثاني اكسيد الكبريت.
التوازن البيئي
التوازن البيئي والكيفية المثلى لحماية البيئة تحدثنا عن هذا الجانب الدكتورة نورة عبد العزيز آل الشيخ الحاصلة على دكتوراه في جغرافية المياه والاستاذ المساعد في قسم الجغرافيا بجامعة الملك سعود حيث أوضحت ان التوازن البيئي هو الناتج عن العلاقات بين المكونات الحية وغير الحية كمنظومة بيئية بما في ذلك العمليات الطبيعية داخل تلك المنظومة وان البيئة التي تعيش عليها هي عبارة عن مركب يتمير بعلاقته المتبادلة المعقدة والمتنوعة بين جميع الكائنات الحية من جهة وبينها وبين العوامل البيئية من جهة اخرى اي ان هناك نوعاً من التنظيم الذاتي المتبادل بين الطبيعة والحياة يتم بواسطة الدورات البيولوجية الكبرى مثل دورة الكربون والنتروجين والاكسجين التي تحدث متزامنة وكذلك تحويل النباتات النتروجين غير العضوي الى بروتين يستعمل كمادة غذائية اساسية وأوضحت د< نورة ال الشيخ ان التوازن الطبيعي ظل <<< حتى بداية القرن العشرين وخصوصا منذ 35 عاماً ثم بدأ يتعرض للخلل والاضطراب بشكل ملحوظ نتيجة للتدخل البشري الذي أدى الى تدهور البيئة واختلال توازنها الطبيعي.
وأوضحت انواع التلوث من حيث التلوث الهوائي الذي يسببه الاحتراق وعوادم السيارات والتلوث المائي الناتج عن نشاطات الانسان المختلفة وتلوث التربة الناتج عن رمي النفايات والحرائق واستخدام المبيدات والاسراف في استخدام المخصبات الكيميائية.
وأكدت ايضا على دور المرأة في المحافظة على موارد المياه وضرورة الترشيد في استخدامها لأن أكثر الدول تعاني الآن من أزمة كبيرة في نقص المياه فعلى المرأة والمجتمع تقع مسؤولية الحفاظ على هذا المورد العظيم والحفاظ عليه من الضياع والماء هو عصب الحياة.
الاخلال بالتوازن البيئي
وعن الاثار الناجمة عن الاخلال بالتوازن البيئي تحدثنا الدكتورة مي الجاسر الحاصلة على دكتوراه في الفلسفة من جامعة لندن ووكيلة عمادة الدراسات العليا لشؤون الطالبات بجامعة الملك سعود حيث أكدت ان الاثار كثيرة وقد لا تظهر الا بعد مرور الوقت الطويل ولكن هناك بعض النتائج التي تظهر بعد فترة قصيرة وتكون بمثابة الدليل السريع على ضرورة المحافظة على التوازن البيئي على جميع المستويات ومن تلك الأمثلة: (انتشار الآفات الزراعية) وهي الطفيليات الذباب الابيض ذبابتي اوراق واغصان الزيتون فإن رشت بالمبيد الحشري أمكن ان يكون له تأثير فيزيولوجي وسلوكي على الآفة نفسها يجعلها تزيد من قدرتها على التكاثر وهذا هو البلاء الأعظم.
حيث من الممكن قتل الحشرات النافعة الاخرى كنحل العسل والحشرات الملقحة او النقالة للقاح ناهيك عن التلوث المباشر وغير المباشر لمنتجاتها.
القضاء على بعض انواع البكتيريا التي تسبب ضرراً او المفيدة بسبب الاستعمال الخاطئ للمضادات الحيوية.
انتشار اللشمانيا ذلك المرض الذي يظهر عى شكل دمل ويستمر ستة شهور ثم يختفي تاركا خلفه أثراً جلديا مدى الحياة ويظهر بسبب طفيل اسمه اللشمانيا فتنقله حشرة تشبه الذبابة المنزلية لكنها أصغر منها تدعى ذبابة الرمل.
والحشرة تقوم بنقل الطفيل من عائل فقاري وعادة يكون الفأر البري.
فهذه هي بعض الامثلة التي ظهرت في المملكة نتيجة الاخلال بالتوازن البيئي.
الملوثات المنزلية
وتضيف الدكتورة مي الجاسر ان شغل المرأة الشاغل هو المحافظة على افراد الاسرة ولكنها لا تعلم انها تتعامل في منزلها مع الكثير من الملوثات البيئية والمواد السامة. فتستخدم مساحيق التجميل ومضافات الاطعمة وأدوات التنظيف ووسائل اللهو والتسلية لها ولاولادها.
فبالنسبة لأدوات التجميل: فهناك سبراي الشعر ومزيل العرق والثلاجات ومكيفات الهواء وطفايات الحريق فكل هذه البخاخات تسبب ثقب الأوزون فعندما نستخدم (الهالون) وCFC فإنها ترتفع في الجو الى ان تصل الي طبقة الاوزون فتتفاعل معها وتأكلها مثل الباك مان.
أما الأوزون فله مضار كثيرة منها:
أمراض السرطان وخاصة سرطان الجلد حيث تكثر الاصابة بالمياه البيضاء في الاعين والتأثير الضار على المنتوجات الزراعية والمخلوقات البسيطة التي لها دور كبير في تصنيع دورة الطعام الاولى وتؤكد علي ضرورة عدم استعمال البخاخات واستعمال الجل عوضا عنها وتقول ان الخطر فيها انطلاق جزيئات نستنشقها وتدخل الى الرئتين والدم فتسبب الحساسية وتؤدي الى الاصابة بعدد من أنواع السرطان.
الزئبق: وتوضح د. الجاسر ان هناك بحثاً للعالمة السعودية ايمان عبد العزيز الصالح من مركز الابحاث لمستشفى الملك فيصل التخصصي حيث اختارت فيه العالمة 38 نوعاً من الكريمات وقاست مقدار مادة الزئبق فيها فوجدتها عالية وأوضحت ان للزئبق أضرارا كبيرة منها: تعطيل عمل الكلية والدماغ وخاصة عند الاطفال ويسبب تضخم القلب وانخفاض في حجم الكبد والطحال وعدد كريات الدم الحمراء.. وممكن ان يصل الى مشيمة الأم الحامل فيقلل من لزوجتها ومرونتها وبالتالي من كمية الدم الذي يصل الى الجنين ويعمل الزئبق على تشويش السمع والرؤية والاختلال العقلي والخرف والسير بطريقة غير متزنة.
الكحل: وأوضحت د. الجاسر ان الكحل تستخدمه النساء والرجال والاطفال حديثي الولادة كما تضعه بعض الامهات الجاهلات على (السرة) وفي الخليج كحل اسمه (بنت ذهب) يستعمل لعلاج الاطفال من المغص والكحل في الاصل هو (من حجر الاثمد) ولكن بعض أنواعه تغش بمواد أخرى مضرة وأهمها (الرصاص) وهذه المادة تؤثر على الاطفال بطريقة سلبية وخاصة الرضع وتؤدي الى فقر الدم والاستفراغ والكسل وفقدان الشهية وسرعة الانفعال والغضب والدوخة وفقدان الوعي.
وقد اثبتت الدراسات ان الاطفال الذين يوجد بدمهم كميات كبيرة من الرصاص 50 60 ميكروجرام لكل ديسيلتر ولا تظهر عليهم اعراض التسمم بالرصاص يكون لديهم نقص في معدل الذكاء IQ بما يوازي خمس نقاط أو أكثر إذ ان الرصاص يؤثر كذلك على القدرات العقلية والذكاء والنمو اللغوي والتركيز والأداء الصفي كذلك ذكرت حالات التسمم بالرصاص بالمملكة في العديد من التقارير العلمية ولكن استعمالاته لم تزل كثيرة والرصاص لا يوجد فقط في مستحضرات التجميل بل حتى في انابيب المياه في المنازل والبنزين.
مزيلات العرق والبودرة: وقد أوضحت الدكتورة الجاسر أن اعدادا كبيرة من الوفيات تسببها مزيلات العرق وبعض انواع بودرة الجسم التي تحمل حبيبات ثلاثي الالمنيوم وأضافت ان الحل هو استخدام (الشبة أو الصبار).
واضافت ان استعمالات الالمنيوم في حياتنا لا تعد ولا تحصى منها: صناعة الطائرات والجسور والادوات الكهربائية وأدوات الطبخ وحاويات المشروبات الغازية والصفائح (القصدير).