إن كثيراً من الإكتشافات الطبية وقعت بالمصادفة فعلى سبيل المثال قصة الشاي الأخضر التي بدأت من 5000 آلاف سنة كما تقول الأسطورة الصينية عندما سقطت ورقة شجرة الكاميليا في وعاء ماء مغلي وعندما أخذ الامبراطور رشفة من المشروب الجديد اعلن إعجابه بهذا المشروب بل قال فيه انه "يرسل إلى السماء" نظراً لأنه يريح الاعصاب ومنذ ذلك الحين أصبح الشاي الاخضر ونظيره من المشروبات الطبيعية علاجا ً للإكتئاب والصداع.
وفي عصرنا الحالي قدمت كثير من الدراسات نتائجها التي تفيد أن الشاي الاخضر له فوائد جمة على الصحة .
فإن الشاي الاخضر يعمل على تعزيز صحة القلب و تعديل مستوى الكولسترول في الدم والتقليل من أضرار التي تلحق بالخلايا الجذرية ومحاربة السمنة وتمنع التجلطات الدموية وبطء تقدم العمر و له دور هام في منع الزهايمر.
ويقول اللباحثون في آخر الدراسات أن الشاي الاخضر له قدرة بالغة للعمل على بطء نمو سرطان البروستاتا وهو المرض الذي يقتل عدد كبير من الرجال سنويا ً أكثر من أي سرطان آخر إلا سرطان الرئة.
أشارت دراسات سابقة إلى أن الشاي الاخضر يعمل على إنخفاض عدد حالات سرطان البروستاتا وأن بعض مركبات الشاي الاخضر قد تُعتبر علاج لسرطان البروستاتا ولكن في العام الماضي أعلن إدارة الأغذية والعقاقير في الولايات المتحدة تأكيدا ً لفوائد الشاي الأخضر ولكن الناس يستهلكونه بمعدل قليل .
وقد قام الدكتور "جيمس كارديللي" وزملاؤه من جامعة ولاية لويزيانا من مركز العلوم الصحية بدراسة سريرية لتحديد أثر الشاي الأخضر على سرطان البروستاتا.
كانت الدراسة عبارة عن فحص 26 رجل يتراوح عمرهم بين 41 و68 عام الذين تم تشخيص سرطان البروستاتا لديهم وكان من المقرر عمل فحص لخلايا البروستاتا الجذرية.
وكانت الجرعة اليومية للمريض تعادل في العادة 12 كوب شاي أخضر مركز لمدة 12 إلى 73 يوما ً بمتوسط (34.5 يوم) حتى قبل يوم من العملية الجراحية، وإختبارات الدم أظهرت انخفاضا كبيرا ً في مستوى أنتشار وتطور سرطان البروستاتا يؤثر على تلك المواد الثلاثة التي تساعد على هذا النمو وهي HGF وVEGF وBSA.
و قد أنخفضت نسبة HGF بمعدل 18.9% وإنخفضت نسبة VEGF بمعدل 9.9% وانخفضت نسبة BSA بمعدل 10.4% وفي بعض المرضى ظهرت إنخفاضات تصل إلى 30%.
وقال الباحثون أن مادة EGCG في الشاي الأخضر أدت إلى وقف انتاج مادة HGF ومنعت أيضاً إنتاج مادة VEGF الذي يؤدي دورا حاسما في اصابة الخلايا الليفية بالسرطان ولاحظوا أن السن والعرق لم يؤثر او لم يكن له دور بارز على تأثير العقاقير في المريض.
و لكن أشارت دراسة سابقة إلى أن الزيادة في مستوى EGCG قد يؤثر سلبيا ً على الكبد ووظائفه ولكن في هذه الدراسة كانت وظائف الكبد تسير بشكل طبيعي وقال الباحثون (أظهرت نتائجنا إنخفاضا كبيرا ً في مستوى BSA ومستوى HGF ومستوى VEGF في عينة دم الرجال المصابين بسرطان البروستاتا مع عدم إرتفاع نسبة إنزيمات الكبد وهذه النتائج تدعم العلاج والوقاية من سرطان البروستاتا).
وإعترف كارديللي أن الدراسة لازالت في مراحلها المبكرة وللوصول لمرحلة تأكيد النتائج يجب وجود عدد أكبر من الدراسات على شكل أوسع وقال أيضاً "إن الشاي الأخضر يعمل على منع السرطان من النمو بسرعة كبيرة ولكنه لا يستطيع تقليص حجم الأورام في البروستاتا".
وأضاف "يمكن للشاي الأخضر أن يكون علاجا جيدا إضافة إلا العلاج الكيماوي والعلاج بالإشعاع"، وأضاف الطبيب قائلا ً "نعتقد أن إستخدام بونيفينول الشاي الأخضر وحده او مع المركبات التي تُستخدم حاليا في علاج السرطان قد تؤدي إلى إستكشاف نهج لمنع حدوق إصابات أخرى بسرطان البروستاتا".
وشرع كارديللي أيضا ً قائلا ً: هناك أدلة لا بأس بها تشير إلى أنه يمكن الوقاية من بعض حالات سرطان البروستاتا ومن الدراسات التي تركز على المواد النباتية وتأثيرها على المرض والتي تؤيد الفكرة القائلة بأن العناصر النباتية الموجودة في ابتاع نظام غذائي صحي يمكن أن يلعب دور في الوقاية من السرطان وتقدم الوقاية من المرض.
وقال "جون نيت" الرئيس التنفيذي لجمعية سرطان البروستاتا الخيرية أنه على الرغم من وجود دراسات تؤكد قدرة الشاي الأخضر على السرطان فإنه لا يوجد دليل قاطع وقال "أن نتائج تلك الدراسات تشير إلى أن الشاي الأخضر يمكن أن يكون له دور هام في الترصد النشط والعمل على بطء نمو الورم. وإنخفاض مخاطر الورم لرصد تغيرات المرض على الرجل ورصد أضرار المرض على الرجل أيضا ً"
وقال نيت "إن الشاي الأخضر قد يكون أفضل من التدخلات الطبية التي لها آثار جانبية على المريض".
إن سرطان البروستاتا هو السبب الثاني الرئيسي لوفاة الرجال ووفقا ً لجمعية السرطان الأمريكية فإنه يتم تشخيص 192280 حالة سرطان بروستاتا سنويا و من المتوقع أن تقتل 27360 رجل في عام 2009 الحالي خصوصا الرجال ما فوق 50 عام.
ويحث الأطباء الرجال على إجراء الاختبارات سنويا ً غير أن عدد قليل جدا من الرجال يقوم به مما يعرضهم لخطر التعرض لتشخيص سرطان البروستاتا في مرحلة متقدمة له.
وقد نشرت هذه الدراسة في دورية أبحاث مكافحة السرطان.