رسالة حقيقية من شاب ميت
فلتسمع عقولكم ولتقرءوا بقلوبكم
اعزائى وأحبائى كتبت هذه الرسالة عن لسان أخى الصغير أحمد فاروق رحمه الله واسكنه فسيح جناته وجعل قبره روضة من رياض الجنة
( اللهم آمين )
أعزائى وأحبائى كل الشباب بل وكل الناس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أخيكم أحمد فاروق كنت بالأمس القريب جدا معكم أمشى بينكم وآكل وأشرب مثلكم وأختار أحلى وأزهى الملابس ( على الموضة ) وألهو وألعب وأضحك وأبكى مثلكم وأنام وأصحو مثلكم ..... وغرتنى الحياة الدنيا ونسيت ان للدنيا نهاية ....... كنت أظن ان الموت بعيدا جدا عنى ،ولكن ذلك ما صوره لى الشيطان ، وكنت كلما حدثنى أحد لكى ينصحنى ويذكرنى بالله ورسوله والحلال والحرام والآخرة كنت اتحدث معهم بلا مبالاه بكلمات ليس لها معنى (طيب ، حاضر ، ان شاء الله ، بعدين ) ...... وغابت عن ذهنى نهائيا معنى كلمة ( بعدين ) بعد ماذا ؟ ......... أبعد فوات الأوان ! أحبائى فى الله الموت أسرع من البرق والصوت وليس له وقت ولا ميعاد فما حياتنا إلا أنفاس تخرج بمشيئة الله وفى أى لحظة يشاء الله يوقفها لأنه قال فى كتابه العزيز ( لكل أجل كتاب ) أحبائى هذه قصة وفاتى
انا شاب فى الخامسة والعشرين من عمرى وكنت فى أخر يوم من شهر رمضان المبارك خرجت من منزل ابى وامى لكى اشترى ملابس العيد ، معى نقودى لأشترى بها ما يحلو لى ( ويساير أخر خطوط الموضه ) ومعى جوالى أتباهى وأتفاخر به ... وإذا بشخص يعترض طريقى فجأة ويطلب منى ما معى من النقود والجوال ولكنى رفضت وقاومته محاولا الدفاع عن نفسى ومالى ولكنى لم استطع فكان القدر اسرع منى ومن اى شىء فإذا به يطعنى بسكين عدة طعنات لأغرق فى دمى وألتقط انفاسى الاخيرة ، وما هى الا دقائق معدودة ودعت بعدها الحياة بكل ما فيها من ملذات وضحكات وزينة وتباهى وتفاخر ...كل شىء انتهى فى ثوان
الشباب ، الصحة ، المال ، الأزياء الحديثة ، الرنات ، اللعب و اللهو و الأصحاب .
وإذا بهم يلبسونى ثوبى الذى قابلت بها الله
( الكــــــــــــفــــــــــــــن )
الكفن الذى لابد وان يلبسه كل اسنان لقوله فى كتابه العزيز ( إنك ميت وإنهم ميتون ) وها أنا الآن بين يدى الله حيث الحساب ولا فرصة للرجوع كى أعمل ، وأنتم أحبائى ما زلتم فى الدنيا حيث فرص العمل كثيرة أمامكم ولا حساب فلتحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبو ولتعملوا صالحا ولتصلوا قبل ان يصلى عليكم وتخيلونى وأنا فى كفنى وقبرى لا حول لى ولا قوة انتظر منكم الدعاء بالرحمة والمغفرة وليتخيل كل واحد منكم انه مكانى ، خرجت من منزلى ولم أعد اليه ، ولتعلموا ان هذا اليوم قريب جدا جدا ..أحبائـــــــــــــــــــــــى
هذه قصتى فلتضعوها نصب أعينكم ولا تغرنكم الحياة الدنيا بكل ما فيها من مظاهر وأوهام يصورها لكم الشيطان الذى يجرى من ابن آدم مجرى الدم ، ولا تغركم قوتكم وشبابكم وأعملو صالحا وتواضعوا لله وتوبوا اليه قبل فوات الاوان .ولا تنسونى أبدا من دعائكم ان يرحمنى الله ويجعلنى فى منزلة الشهداء لقول رسوله الكريم (من مات دون ماله ودمه فهو شهيد) وتذكروا أبى وأمى وأدعو لهم بالصبر والسلوان